أهوال يوم القيامة (الصغرى)
الهول الاول : هو هول القيامة الصغرى ... ولجميع أهوال القيامة الكبرى نظير في القيامة الصغرى مثل زلزلة الارض .. فإنك تعلم أن الزلزلة إذا نزلت ببلدة صدق أن يقال : قد زلزلت أرضهم وإن لم تزلزل البلاد المحيطة بها
بل لو زلزل مسكن الانسان وحده فقد حصلت الزلزلة في حقه لانه يتضرر عند زلزلةجميع الارض بزلزلة مسكنه
لا بزلزلة مسكن غيره .. فمصيبته من الزلزلة قد توفرت من غير نقصان !
واعلم انك أرضي مخلوق من التراب وحظك الخاص من التراب بدنك فقط ، فأما بدن غيرك فليس بحظك والارض التي انت جالس عليها بالاضافة الى بدنك ظرف مكان .
وانما تخاف من تزلزله ان يتزلزل بدنك بسببه فالهواء يتزلزل وانت لا تخشاه إذلا يتزلزل به بدنك ....
فحظك من زلزلة الارض كلها زلزلة بدنك فقط فهي ارضك وترابك الخاص بك .. وعظامك : جبال ارضك
ورأسك : سماء أرضك .. وقلبك : شمس ارضك .. وسمعك وبصرك وسائر خواصك : نجوم سمائك ..وعرق بدنك
بحر ارضك .. وشعرك نبات ارضك واطرافك اشجار ارضك ....
فإذا انهدم بالموت اركان بدنك : فقد زلزلت الارض زلزالها ! فإذا انفصلت العظام من اللحوم : فقد حملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة ! فإذا رمت العظام : فقد نسفت الجبال نسفا ... فإذا اظلم قلبك عند الموت : فقد كورت الشمس تكويرا ... فإذا بطل سمعك وبصرك وسائر حواسك : فقد انكدرت النجوم انكدارا ....فإذا انشق دماغك : فقد انشقت السماء انشقاقا ... فإذا انفجرت من هول الموت فرق جبينك : فقد فجرت البحار تفجيرا ...فإذا التفت احدى ساقيك بالاخرى وهما مطيتك فقد عطلت العشار تعطيلا ...فإذا فارقت الروح الجسد : فقد القت الارض ما فيها وتخلت
فعلم يااخي ان هذه القامة الصغرى وإن طال وصفها فهذا لا يساوي عشر عشير أوصافها وهي بالنسبة للقيامة الكبرى كالولادة الصغرى بالنسبة للولادة الكبرى ...